ثالثا : مخرج حرف الضاد
مخرج حرف الضاد |
واليوم نتناول منطقة حافتيّ اللسان .. ويخرج منها حرفان هما : الضاد واللام .
وقد يعاني الكثيرون عند نطق حرف الضاد من صعوبة ضبط مخرجها ، فهو حرف تنفرد به اللغة العربية ، ومنها سميت بـ ( لغة الضاد ) ، كما اختلف الشراح في شرح المخرج ، سنحاول معا دراسة المخرج وتوضيحة ، والتدرب على نطق الحرف من مخرجه .. حتى نصل للنطق الصحيح للضاد .
اولا : مخرج حرف الضاد :
مخرج حرف الضاد :
تخرج من أقصى حافتي اللسان إلى أدناهما مع ما يحاذيهما من الصفحة الداخلية للأضراس العليا ..
صفات حرف الضاد :
رخوة ، مجهورة ، مستطيلة ، مستعلية ، مطبقة .
شرح الصفات :
1- رخوة :لطبيعة مخرجها ، فبمجرد التصادم بين طرفي حرف الضاد ، يجري الصوت جريانا تاما في الحافتين الخلفيتين للسان ، حيث أن إعاقة المخرج للصوت إعاقة جزئية .
2- مجهورة :
بسبب قوة الاعتماد على طرفي مخرجها والتي تتناسب مع طبيعة المخرج ، ( فكلما زادت قوة الاعتماد على طرفي مخرج الحرف ، اكتسب الحرف قوة تكسبه زيادة في صفة الجهر ) ، فيهتز الحبلين الصوتيين بقوة ، فيتكيف كل الهواء بالصوت ، ولا يصاحب جريان النفس الكثير جريان الصوت في الضاد .
3- مستطيلة :
لا تتوفر صفة الاستطالة إلا في حرف الضاد ، فعند بداية النطق بحرف الضاد :
** تتصادم الحافتين الخلفيتين مع الصفحة الداخلية للأضراس العليا ،
** فيرتفع معها الحافتان الأماميتان ليلتصقا بإحكام بلثة الأسنان العليا ، من الضاحك إلى الضاحك ،
** فيجري صوت حرف الضاد في الحافتين الخلفيتين دون الأماميتين ،
من هنا وُصِف حرف الضاد بأنه استطال حتى اتصل بمخرج اللام .
وقد اختلف العلماء في معنى الاستطالة :
** منهم من قال أن المقصود بها :
استطالة مخرج الضاد بحيث يمتد صوتها من الحافتين الخلفيتين إلى الحافتين الأماميتين ، حتى يتصل بمخرج اللام ، مع ثبات وضع اللسان ، وهذا سبب رخاوتها .
** ومنهم من قال أن المقصود بها :
استطالة مخرج الضاد ليشمل مخرج اللام ، حيث يتصادم القارئ أولا بالحافتين الخلفيتين ( وهما منطقة الضغط والاتكاء والاعتماد على المخرج ) حيث يجري صوت الضاد ، ثم يمتد اللسان ( والزمن هنا غير ملحوظ تقريبا ، فحركة اللسان متتابعة ) ويتحرك إلى الأمام مليمترات قليلة جدا ، لينطبق حافتاه الأماميتان على غار الحنك الأعلى ( وهي منطقة تلامس ) .
وهذا هو الأصح.
ونلاحظ هنا :
أن مخرج حرف الضاد قد أصبح مغلقا ، مما يؤدي لاحتباس الهواء الحامل للصوت ، وبسبب ذلك يتولد ضغط لهذا الهواء داخل الفم ، يؤدي إلى اندفاع اللسان إلى الأمام حتى يصل إلى منطقة اللثة العليا ( وليس الأسنان العليا ).
يتضح لنا أن مخرج الضاد ، أصله الحافتين الخلفيتين مع الصفحة الداخلية للأضراس العليا ( من الداخل ) ، ويخرج بالمشاركة مع الحافتين الأماميتين مع غار الحنك الأعلى .
إذا تتمثل رخاوة الضاد في جريان صوتها جريانا مساوٍ لمخرجها ، وتتمثل استطالتها في تحرك اللسان أثناء النطق بها.
منطقة الضغط والتلامس في حرف الضاد |
4- مستعلية :
الضاد حرف مستعلي ، يستعلي معها أقصى اللسان بالإرادة عند نطقها ، فالضاد مستحقها التفخيم في جميع الحالات .
5- مطبقة :
فيصاحب استعلاء اقصى اللسان بالإرادة ( بغرض التفخيم ) ، استعلاء الحافتين الأماميتين ( بغرض نطق الحرف ) ، مما يؤدي لانضغاط الصوت داخل الفم بين صفحة اللسان كله وغار الحنك الأعلى ، فيكون الحرف مفخما تفخيما زائدا .
هذا عن مخرج الضاد ، وكيفية النطق بها ،
غدا بإذن الله نستكمل الملاحظات والأمثلة الخاصة بها .