إنا لله وإنا إليه راجعون
أمي الحبيبة
صدقت الله فصدقك ..
صبرت على آلام مرضك صبراً لا أدري من أين لك به
17 شهرا من مرض إلى مرض ، ومن ألم إلى ألم
وما وجدت منك إلا الصبر والرضا ومحبة الله ،
تسألينه رحمته وجواره ، وترجين جنته .
ومن العجب أن أكثر أوقات اشتد فيها عليك المرض كان في الأيام الأخيرة من الأسبوع ، فكنت أسأل الله إن كان قد دنى أجلك أن يختم لك عمرك في ليلة أو يوم جمعة حتى تنالي بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ يَمُوتُ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ أَوْ لَيْلَةِ الْجُمْعَةِ إِلَّا وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةَ الْقَبْرِ وَلَقِيَ اللَّهَ وَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ شُهُودٌ يَشْهَدُونَ لَهُ أَوْ طَابَعٌ"
( والحديث فيه ضعف للأمانة )..
وتمر الأيام ويشاء الله سبحانه وتعالى أن تكون وفاة أمي في ليلة الجمعة الموافقة لليلة الوقوف بعرفات
9 من ذي الحجة 1435 هـ الموافق لـ 4 اكتوبر 2014 م.
وإني أسأل الله الغفور الرحيم أن يعوض صبرك خيرا وأن يجعل مكانك في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم اجزها ووالدي عنا خير الجزاء ..
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك.
اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً؛ حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وإلى أعلى جناتك سابقين.
اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور. اللهم وانقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ , وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ , وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وفاكهة كثيره لا مقطوعة ولا منوعة وفرش موفوعه يا رحيم يا ودود, اللهم ولا تعاملهم بما هم أهله، وعاملهم بما أنت أهله، فإنك يا مولانا أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لهم وَارْفَعْ دَرَجَتَهُم فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخلفهم فِي عَقِبِهِم فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُم يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْورهم وَنَوِّرْ لَهُم فِيهِا .
اللهم ان عبيدك في ذمتك وجوارك فقهم من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر لهم وارحمهم إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم آمين.