وكما كان التفسير بالمأثور يرد هذا المورد الممزوج بغير المأثور عند ابن عباس ، كان يرد كذلك عند غيره من الصحابة المختصين بالتفسير ، وقد تفرقوا بين المدينة والكوفة والبصرة والشام ، فاستقر كل واحد أو جماعة منهم في واحد من هذه المراكز كما استقر ابن عباس في مكة.
ولكن المنقول من ذلك عن ابن عباس كان أوسع دائرة ، وأتم رواجاً ، بسبب ما امتاز به ابن عباس من الاعتبارات التي أسلفناها.
وقد تكون بين يدي ابن عباس في مكة ، وتخرج عليه ، رجال من التابعين اختصوا برواية التفسير عن ابن عباس ، كان نظر علماء الحديث إليهم ، كنظرهم إلى غيرهم من المحدثين ورواة الأخبار ، مختلف التقدير.