وأول ما ابتدأ هذا البث في ختم سورة يونس إذ قال: "يقول جامع الكتاب: ختمت تفسير هذه السورة يوم السبت من شهر الله الأصم رجب سنة إحدى وستمائة وكنت ضيق الصدر كثير الحزن بسبب وفاة الولد الصالح محمد أفاض الله على روحه وجسده أنوار المغفرة والرحمة وأنا ألتمس من كل من يقرأ هذا الكتاب وينتفع به من المسلمين ، أن يخص ذلك المسكين بالدعاء والرحمة والغفران والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على خير خلقه محمد وآله وصحبه أجمعين".
فلم يزل يردد بثه وحزنه لذلك المصاب مسترحماً مستغفراً في أثناء السور وفي خواتمها منشداً الأشعار في رثائه ملحاً في سؤال المطالعين الدعاء للوالد والولد.
وكذلك شأنه في غير موضع من تفسيره يذكر من أحواله في مناظراته ورحلاته ويشير إلى خصائصه ، من اسمه واسم ابيه وظروف حياته ، ما يطور شيئاً كثيراً من سيرته ولا يبقي شكاً في أن صاحب ذلك التفسير هو الإمام محمد بن عمر الرازي ، فقد سمى نفسه في أثناء سورة الأعراف عند قوله تعالى:
{