خطبة الجمعة عن الصيام
معنا اليوم خطبة الجمعة عن الصيام في شهر رمضان وأستقبالة وأحكامه تم دمج خطبتين مع بعض ومحتوى الخطبة متشابة إلى حد كبير وجزء الله خيرا من بدل مجهود في تفريغ الخطبة إلى نصوص لا تنسى دعواتكم.
الخطبة الأولى عن الصيام وشهر رمضان
الحمد لله الذي سهل طريق الهداية لكل مهتد أواب، وفتح لكل عامل بالخير باب الثواب، وجعل شهر رمضان موسم اغتنام للحسنات بلا عد ولا حساب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المنزل عليه الكتاب، و الصادع بالحق والصواب، صلى الله عليه وسلم وعلى الأهل والأصحاب، والمستن بسنته، ومقتف خطاه إلى يوم الحساب.
أما بعد، فيا عباد الله:
فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقواه، والعمل بما فيه رضاه، فاتقوا الله وراقبوه، وامتثلوا أوامره ولا تعصوه، ( يا أيُها الّذِين امنُوا اتّقُوا اللّه وقُولوا قولا سدِيدا (70) يُصلِح لكُم أعمالكُم ويغفِر لكُم ذُنُوبكُم ومن يُطِعِ اللّه ورسُولهُ فقد فاز فوزا عظِيما).
واعلموا - رحمكم الله - أن المؤمن وهو يدرك ما لرمضان من منزلة عالية، وما يمكن أن يحققه فيه من درجة راقية، يجدر به أن يقف مع كل أسبوع يمر عليه بل مع كل يوم وقفة تقييم وتصحيح، لتجديد العهد مع الله، بالعمل الدائم للصالحات والطاعات، حتى يتمكن من التزود منه بأوفر زاد، ليفوز بأعلى الدرجات يوم الحشر والمعاد.
وبذلك يصل المؤمنون إلى نهاية الشهر وقد أعتقت رقابهم من النار، فاستحقوا وعد الاخرة بالرحمة والرضوان: (وجزاهُم بِما صبروا جنّة وحرِيرا (12) مُتّكِئِين فِيها على الأرائِكِ لا يرون فِيها شمسا ولا زمهرِيرا).
ومع هذا الجزاء العظيم إلا أنّنا نجدُ بعض الصّائمين لا يستشعرون أهمية الوقت أثناء شّهر رمضان فترى منهُم إضاعة الوقت وهدرهُ فيما لا يعُودُ مصلحة دُنيوية ولا أُخروية، خاصّة ليالي الشّهر المُبارك، فالبعضُ مع الأسف الشّديد يقضيه في اللّهو واللّعب وكثرة القيل والقال ونشر الأكاذيب والشّائعات وخاصّة عبر شبكات التّواصل.
وما هكذا يُقضى شهر الصّيام، إنّما هُو فرصة لا تتكرر إلاّ مرة واحدة في العام، وقد جعلها اللهُ تعالى علاقة خاصّة بينهُ و بين العبد، فمن العجز إضاعتُها، والتّفريطُ في دقائقها، فضلا عن ساعاتها وأيامها.
يقُول النّبيُ صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّ عمل ابن ادم يُضاعف، الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال اللهُ عز وجلّ: إلاّ الصّوم فإنّهُ لي وأنا أجزي به، يدعُ شهوتهُ وطعامهُ من أجلي)).
يا تابع المصطفى - عليه صلاة المولى جل وعلا -:
كيف يمكن أن نغتنم هذا الشهر ويعود عليك بثواب غير محدود، وعطاء متواصل ممدود؟ إن عليك - أولا - أن تجعل صيامك إيمانا واحتسابا لله تعالى حتى يغفر لك ما مضى من ذنوبك، ففي الحديث النبوي: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)).
وعليك أن تحذر من إفطار يوم من رمضان لغير عذر؛ فإن ذلك من كبائر الذنوب، واحرص على أن يكون طعامك وشرابك ولباسك حلالا حتى تقبل أعمالك، ويستجاب دعاؤك، واحذر أن تصوم عن الحلال ثم يفطر على ما حرم الله سبحانه وتعالى عليك، ولازم التوبة النصوح، واستكثر من الاستغفار إلى العزيز الغفار، وتحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها لتنال ثوابها، وكن حريصا على أن تفطر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم.
ففي الحديث: ((من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء))، واستعن على صيام النهار بالسحور في آخر جزء من الليل ما لم تخش طلوع الفجر؛ فقد ورد في الحديث: ((تسحروا فإن في السحور بركة)).
وأكثر من الصدقة في هذه الأيام؛ فإن أفضل الصدقة صدقة في رمضان، وانتهز فرصة وجودك في رمضان فاشغله بخير ما أنزل فيه، ألا وهو تلاوة القرآن الكريم، واستحضر في أثناء قراءته فكرك وتدبرك؛ حتى يكون حجة لك عند ربك، وشفيعا لك يوم الدين.
فكن - يا أخي- مع القائمين لليالي رمضان في صلاة التراويح والتهجد حتى يغفر لك ما تقدم من ذنبك، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)).
وإياك - يا أخي - أن تغفل عن حرمة الصيام؛ فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم، بل ينبغي أن يكون الصيام سببا في سكينة نفسك وطمأنينتها.
ولتكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك وأولادك ولعامة المسلمين، فقد أمرك بالدعاء رب العالمين، وتكفل بإجابة السائلين، فقال: (وإِذا سألك عِبادِي عنِّي فإِنِّي قرِيب أُجِيبُ دعوة الدّاعِ إِذا دعانِ فليستجِيبُوا لِي وليُؤمِنُوا بِي لعلّهُم يرشدُون).
فاتقوا الله واستغلوا أيام رمضان ولياليه في طاعة الله تعالى وفي التزود للاخرة بالعمل الصالح، واحذروا أن تكونوا من الذين في بداية رمضان في همة ونشاط ولكنهم مع تقدم الأيام يفترون عن العبادة شيئا فشيئا، مخالفين بذلك هدي النبي الذي كان يضاعف الاجتهاد ويزداد كل يوم همة وإقبالا.
أقُول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكُم، فاستغفروهُ يغفر لكُم إنهُ هُو الغفور الرحيمُ، وادعُوهُ يستجب لكُم إنهُ هُو البرُ الكريمُ.
الحمد لله الذي جعل عبادته نورا للبصائر، وطهارة السرائر، وحياة الضمائر، سبحانه فرض على عباده الصيام؛ ليطهرهم به من الذنوب والاثام، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى كل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا عباد الله:
لقد استيقن الناجحون أن الراحة الكبرى لا تنال إلا على جسر من التعب، وأن ركوب المشقات هو الوسيلة الوحيدة لإدراك المجد، وفي شهر رمضان تتجلى قيادة الإنسان لنفسه وتعويدها الانضباط أمام أمر الله.
إذ ليس شهرنا مقاطعة للذائذ الطعام والشراب فحسب، بل هو قيادة شاملة لرغبات النفس ونزغات الهوى، وربما توهم بعض الناس من صيامهم طول الحبس عن المطاعم والمشارب، في حين يتركون الجوارح والحواس الأخرى تعبث كما تريد، كلا.. فرب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش.
إن اكتمال هذا المعنى في نفس الإنسان يتطلب محاسبة للنفس، ووقفة صحيحة للتوبة، فكن - يا أخي المسلم - من أولئك الذين سارعوا إلى التوبة، وألقوا الذنوب والاثام خلف ظهورهم، ثم توجهوا إلى الله يقولون: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإِن لّم تغفِر لنا وترحمنا لنكُوننّ مِن الخاسِرِين).
إن التوبة تقويم المسالك المعوجة وفرصة لتصحيح المسارات المنحرفة بدلا من الاستمرار على الخطأ والركون إلى الهوى وخاصة في هذا الشهر الكريم، يقول الله تعالى:(إِنّما التّوبةُ على اللّهِ لِلّذِين يعملون السُوء بِجهالة ثُم يتُوبُون مِن قرِيب فأُولٰئِك يتُوبُ اللّهُ عليهِم وكان اللّهُ علِيما حكِيما).
فاتقوا الله وتوبوا إلى الله تعالى توبة نصوحا، فإنكم في موسم من مواسم الغفران، ألا وهو شهر رمضان، شهر النفحات وإقالة العثرات وتكفير السيئات.
الخطبة الثانية عن رمضان
واعلموا أن الصيام من أعظم العبادات التي تصلح النفوس وتهذب الأخلاق، والصائم لا يتمالك نفسه وهو يرى بركات هذا الشهر إلا أن يتمنى أن يدوم هذا الخير ويستمر؛ صلاة وذكرا، قراءة وفكرا، فترى المساجد تمتلئ بالمصلين، والتالين لكتاب الله والذاكرين، مع انتظام في الأعمال، وصدق في الأقوال والأفعال، إلى غير ذلك من أسرار الصيام وفوائده.
وإن من أعظم هذه الفوائد التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، والعطف على الفقراء والمساكين، فالصائم يحس بآلام الجوعى والمحرومين، ويستشعر حال إخوانه المحتاجين، ويتذكر نعمة الله عليه، وهذا مما يمتاز به المجتمع المسلم بين أفراده وأسره، فهو لحمة واحدة يتألم بعضه بآلام بعض، ولا يكون كذلك إلا إذا واسى غنيهم فقيرهم، وأعان قويهم ضعيفهم.
ولقد كان لنا في فعله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في شهر رمضان، إذ كان ينفق فيه أكثر من غيره والتعرض لنفحاته، فكان أجود بالخير من الريح المرسلة، ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر.
لقد فرض الله عز وجل حقوقا في المال، ووعد على أدائها السعادة في الدنيا والنجاة في المآل، وتأتي في مقدمة هذه الحقوق الزكاة المفروضة، التي يوقت كثير من المسلمين شهر رمضان لأدائها.
.وقد أمر الله بها عباده المالكين للنصاب، وقرنها بالصلاة في أكثر من ثمانين اية في الكتاب، وللزكاة - إخوة الإسلام - أسرار نفسية وخلقية واجتماعية، فهي طهارة لنفس المزكي من داء الشح، وهو داء خطير، حذر من عواقبه البشير النذير فقال: ((إياكم والشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)).
ولذا كان المحافظ على الزكاة من المفلحين؛ مصداقا لقول رب العالمين: (فاتّقُوا اللّه ما استطعتُم واسمعُوا وأطِيعُوا وأنفِقُوا خيرا لِّأنفسِكُم ومن يُوق شحّ نفسِهِ فأُولٰئِك هُمُ المُفلِحون).
وكما تطهر الزكاة نفس الغني من داء الشح تطهر أيضا نفس الفقير من داء الحسد الخطير، لأن من شأن الإحسان أن يستميل قلب الإنسان، ومن شأن الحرمان أن يملأ القلوب بالأحقاد والأضغان، وإذا عاش الغني والفقير في حب وإخاء؛ استقرت البركة وتحقق الرخاء. إن الزكاة حصن للمال وحماية، ونماء له وزيادة، وقد جاء في الأثر: (حصنوا أموالكم بالزكاة).
وتأملوا قول الله تعالى: (مثل الّذِين يُنفِقُون أموالهُم فِي سبِيلِ اللّهِ كمثلِ حبة أنبتت سبع سنابِل فِي كُلِّ سُنبُلة مِائةُ حبة ۗ واللّهُ يُضاعِف لِمن يشاءُ واللّهُ واسِع علِيم).
وكما حث الإسلام على أداء الزكاة وحث على إنفاق المال بوجه عام، وجعل لذلك أبوابا كثيرة، وإن من أبرز هذه الأبواب وأعظمها أجرا عند الملك الوهاب، الإنفاق على المشاريع الخيرية التي يعود نفعها على الجميع، فلنشارك فيها بقدر ما نستطيع، إذ الأعمال الصالحة تتفاضل عند الله بمدى نفعها، ويتضاعف ثوابها بعمومها ودوام خيرها.
للإنفاق آداب، ينبغي للمنفق أن يتحلى بها حتى يكون حريا بالثواب، فمن تلك الاداب أن يكون الإنفاق بوجه طلق، ويحرص المنفق على الكتمان قدر الإمكان؛ ابتغاء الإخلاص لله في العطاء، والبعد عن السمعة والرياء، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر من ضمنهم: (( رجل تصدق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)).
وينبغي أن يراعي المنفق في صدقته ذوي الحاجات من عموم المسلمين، ولا يقصرها على الأرحام أو السائلين، فهناك من الناس من تحسبهم أغنياء، ولكن منعهم عن السؤال التعفف والحياء، (لِلفقراءِ الّذِين أُحصِروا فِي سبِيلِ اللّهِ لا يستطِيعُون ضربا فِي الأرضِ يحسبُهُمُ الجاهِل أغنِياء مِن التّعفُّفِ تعرِفهُم بِسِيماهُم لا يسألون النّاس إِلحافا ۗ وما تُنفِقُوا مِن خير فإِنّ اللّه بِهِ علِيم).
اتقوا الله تعالى، فاسألوا ربكم أن يمد في أعماركم لتشهدوا العشر الأخيرة من رمضان، هذه العشر التي أرادها الله تعالى لتكون خاتمة تجتمع فيها النعم الكبرى، وتنشر فيها راية المغفرة والرضوان، وكأنها تنادي: هل من مشمر إلى الجنان؟ هل من راغب في رحمة الرحمن؟.
إنها فرصة تتنادى إلى اغتنامها النفوس المؤمنة، وتتسابق إلى أنوارها القلوب الطاهرة، إنها عشر ليلة القدر، التي جعلها الله خيرا من ألف شهر.
كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها يعتكف في مسجده الشريف؛ فيملأ وقته بقراءة القرآن والصلاة والذكر والتسبيح، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لأنه كان يستشعر فضل الله عليه، ويعلم فوائد العبادة والذكر في هذا الشهر المبارك.
وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم، وأعدوا أنفسكم لاغتنام العشر الأخيرة من رمضان، تهيئوا من خلال تنظيم الوقت لتحقيق كثير من مكاسب الخير في هذا الشهر. أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه حيث قال عز قائلا عليما: (إِنّ اللّه وملائِكتهُ يُصلُّون على النّبِيِ ۚ يا أيُها الّذِين امنُوا صلُّوا عليهِ وسلِّمُوا تسلِيما).
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنات إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ادعية في نهاية الخطبة
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ووحد اللهم صفوفهم، وأجمع كلمتهم على الحق، واكسر شوكة الظالمين، واكتب السلام والأمن لعبادك أجمعين.
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت سبحانك بك نستجير، وبرحمتك نستغيث ألا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر، وأصلح لنا شأننا كله يا مصلح شأن الصالحين.
اللهم إنا نسألك أن ترزق كلا منا لسانا صادقا، وقلبا خاشعا، وعملا صالحا، وعلما نافعا، وإيمانا راسخا، ورزقا حلالا طيبا واسعا، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ربنا احفظ أوطاننا وأعز سلطاننا وأيده بالحق وأيد به الحق يا رب العالمين، اللهم أسبغ عليه نعمتك، وأيده بنور حكمتك، وسدده بتوفيقك، واحفظه بعين رعايتك.
اللهم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض، وبارك لنا في ثمارنا و زرعنا وكل أرزاقنا يا ذا الجلال والإكرام. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعاء.