وقد عرفت مصر الفاضل حين تكررت زيارته العلمية لها في مناسبات عدة ، إذ كان عضواً بارزاً في مجمعي اللغة العربية والبحوث الإسلامية ، فكانت مؤتمرات المجمعين السنوية تشهده متحدثاً ومناقشاً ، فهو يعد للموسم بحثاً يشغل الأذهان إعداداً دقيقاً تظهر فيه شخصيته العلمية ، وقد يتناول بحثاً في موضوع أعده زميل آخر ، فيقرأ البحثان في جلسات المؤتمر ويلحظ السامعون امتيازاً ملحوظاً لبحث الفاضل ، لأنه فوق اهتمامه بخطة البحث من حيث المقدمة الجيدة والعرض الدقيق والخاتمة الملخصة ، يأتي بمعلومات جديدة من كتب مغربية مخطوطة لم يطلع عليها علماء الشرق ، فيلفت الأنظار إلى كنوز غائبة كانت في حكم المفقودة ، ويدور النقاش عقب المحاضرة حول ما اهتدى إليه المحاضر من حقائق علمية ، وينبري الأستاذ الفاضل للرد متواضعاً ، وقد قال في مرات كثيرة بعد أن سمع الثناء الحافل على ما قدم ، إنه كان يرجو التصويب من أساتذته الكبار ، وهو تواضع علمي يتسم به من يعرفون أن العلم بحر لا ساحل له. "