"ومن هنا ندرك كيف استطاع الفقه المالكي عندما أتى عليه دور الاحتكاك بالقوانين الوضعية ، والمدارك الحقوقية الأجنبية أن يجد من متانة مصطلحه ما حماه من أن يفسد التعبير الدخيل جوهره النقي ، وأن يجد من ثروته ما تفضل به على المعاني القانونية فجاءت أصيلة محكمة خالية من التقعر والالتواء".
وقد كثر التعقيب المادح لهذا البحث بعد الفراغ من إلقائه ، ومما قاله (¬2) العلامة الأستاذ محمد بهجة الأثري حينئذ: "ولا ريب أن ما تفضل به الأستاذ الجليل محمد الفاضل بن عاشور كان بحثاً انفرد به ، إذ لا يستطيع أحد أن يطرقه ما لم يكن متخصصاً فيه ، وقد تعمق سيادته في هذا البحث إلى أعمق أغواره فأحسن غاية الإحسان".
والأستاذ الفاضل لم يكن متخصصاً في الفقه المالكي وحده كما أشار الأستاذ الأثري ، لأن الفقه أحد مواد ثقافته المتشعبة ، ونصيبه منها نصيب التفسير والحديث وعلوم اللغة العربية بفروعها المختلفة ، وذلك فضل الله.
¬__________
(¬1) 1 البحوث والمحاضرات للدورة الرابعة والثلاثين ، ص92.
(¬2) 1 المصدر السابق ، ص93.