وأما الفقه فقد كانت مشاركة الآلوسي فيه بين المذهبين الشافعي والحنفي صقلاً لملكته العالية في تطبيق الفروع على الأصول والرجوع بالأحكام إلى مداركها ومسايرة الأئمة المجتهدين في أنظارهم للمقاصد والمعاني مسايرة تخلص بها من حضيض التعصب المذهبي إلى أوج التحقيق والإنصاف ، وأما التصوف فكان اتصاله شخصياً بالطريقة النقشبندية ، وولاؤه للسهروردية والخلوتية ، ومنازعته للكشفية عاملاً على رسوخ قدمه في الفن لا سيما وأن اختصاصه بالشيخ خالد النقشبندي وتخرجه عليه في طريقته قد سما به إلى صف البارزين من أهل المعارف والأذواق.
وفي العربية وآدابها كان قد تمرس بكتب النحو والبلاغة تمرساً ربطه بدواوين الأدب التي تدفع إليها كتب البلاغة ، فتمكن من طريقة المقارنة بين النصوص الأدبية في المعاني والتراكيب ، مقارنة يتخذ بها من بعض تلك النصوص على بعضها شواهد زيادة على أن تضلعه بها في الآداب الفارسية قد وسع آفاق نظره في المعاني ، والنكت ، وزاده ولوعاً بدقائق المعاني النفسية على المنهج الصوفي ، الذي هو مبنى الشعر الفارسي.