ومضى الفاضل في تحليله ليربط اتجاه المتحدث عنه بهذا المحيط العام ، متحدثاً عن أفاعيل السياسة وكيد الاستعمار ، ليبرز النتاج الفكري للسنوسي في إطاره الصائب بحيث كان (¬1) (المثال الكامل لتطور الأدب العربي بتونس ، في جميع نواحيه).
ولا أدري لماذا وقفت عند ذكر (مصطفى رياض باشا المصري) مقارناً بجمال الدين ومدحت باشا وهو منهما بمكان بعيد ، بل ربما كان على النقيض منهما في كثير من أحواله! لعلها هفوة قلم!
على أن أبرع ما امتاز به قلم الشيخ الفاضل هو هذه الموازنات بين المتحدث عنهم ، فهو يقرن فاضلاً بفاضل من هؤلاء ليبرز كيف اختلف الاتجاه مع صدق العمل ، وتزيد هذه المقارنة قوة واكتمالاً حين تكون بين صديقين حميمين يتفقان في الود وصدق العمل ، ويختلفان في الاتجاه ، فهو مثلاً يقارن بين الشيخ أحمد الورتاني والشيخ سالم بو حاجب ، فيقول عن الورتاني (¬2) :
¬__________
(¬1) 2 أركان النهضة الأدبية ، ص31. ...
(¬2) 3 تراجم الأعلام ، ص63.