وإذا كنت ذا إلمام بسيرة أكثر هؤلاء ، فإني لم أكن أعلم شيئاً عن القاضي أبي القاسم ابن ناجي وقد تحدث عنه الفاضل في بضع صفحات حديثاً يمس الخصائص الفقهية التي برزت في نتاجه العلمي ، وقد بدأ الكلام كعادته بمقدمة جامعة عن البيئة التي أنجبت ابن ناجي ، فتحدث عن مأساة القيروان حين داهمتها سلائل الهلاليين فأحالوها إلى أنقاض ، ولكن رحمة الله أنقذت جامعها الأعظم ، جامع عقبة ، ليظل منارة للضوء عبادة وعلماً ، ومن هذا الجامع بزغ النور من جديد ، فأنجب كوكبة من الفقهاء والقضاة على رأسهم أبو القاسم ابن ناجي ، وقد تابع الفاضل أدوار حياته في إيجاز يعمد إلى توضيح الخطوط الأصلية ذات اللون الفاعل في نسيجه العلمي ، حيث مارس القضاء والفتوى ليجد من ظروف المجتمع ما يدفعه إلى النظر في قضايا كثيرة تعتمد على الفقه المالكي وهي في حاجة إلى توجيه جديد ، يقول الفاضل (¬1) :
¬__________
(¬1) 1 أعلام الفكر الإسلامي ، ص105.