اللغَة: {عَهِدَ إِلَيْنَا} أوصانا {بِقُرْبَانٍ} القربان: ما يذبح من الأنعام تقرباً إِلى الله تعالى {البينات} الآيات الواضحات والمراد هنا المعجزات {الزبر} جمع زبور وهو الكتاب من الزَّبر وهو الكتابة، والزبور بمعنى المزبور أي المكتوب كالرَّكوب بمعنى المركوب قال الزجاج: الزبور كل كتاب ذي حكمة {زُحْزِحَ} الزحزحة: التنحية والإِبعاد تكرير الزح وهو الجذب بعجلة {فَازَ} ظفر بما يؤمل ونجا مما يخاف {الغرور} مصدر غرَّه يغرّه غروراً أي خدعه {مَتَاعُ} المتاع: ما يُتمتع به ويُنتفع ثم يزول {لَتُبْلَوُنَّ} لتمتحننَّ من بله أي امتحنه {عَزْمِ الأمور} أصل العزم ثباتُ الرأي على الشيء سوالمراه هنا صواب التدبير والرأي وهو مما ينبغي لكل عاقل أن يعزم عليه {بِمَفَازَةٍ} بمنجاة من قولهم فاز فلان إِذا نجا.
سَبَبُ النّزول: أ - عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر الصّديق ذات يوم بيت مدارس اليهود، فوجد ناساً من اليهود قد اجتمعوا إِلى رجل منهم يقال له «فنحاص بن عازوراء» وكان من علمائهم وأحبارهم فقال أبو بكر لفنحاص: ويحك اتق الله وأسلِمْ فوالله إِنك لتعلم أن محمداً رسولٌ من عند الله قد جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإِنجيل، فقال فنحاص: والله يا أبا بكر ما بنا إِلى الله من حاجة من فقر وإِنه إِلينا لفقير، ما نتضرع إِليه كما يتضرع إِلينا وإِنّا عنه لأغنياء، ولو كان غنياً ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنياً ما أعطانا الربا، فغضب أبو بكر وضرب وجه «فنحاص» ضربةً شديدة وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله، فذهب فنحاص إِلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقال يا محمد: انظر إِلى ما صنع بي صاحبك، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: ما حملك على ما صنعتَ يا أبا بكر؟