أولاً: ورد في كلام الشيخ ــ رحمه الله ــ في ص29 ما نصه:
"فإن من الأصول التي قام عليها مذهب الاعتزال وفرقت بينه وبين المذهب السني السلفي ، أصل المعتزلة في تأويل متشابه القرآن الذي كان يمسك عن تأويله مذهب أهل السنة.
وذلك لا جرم فاتح للمعتزلة مسلكاً في تقليب أوجه دلالة القرآن على ما يحتملونه له من المعاني غير مفتوح لغيرهم ممن لا يؤولون ممسكين ومفوضين".
(والمقصود بالمتشابه هنا هو صفات الله ــ تبارك وتعالى ــ حيث أن تأويلها من قبل المعتزلة هو الذي أثار عليهم أهل السنة)
ومن هذا الكلام نرى أن الشيخ وصف أهل السنة بأنهم مفوضين ، وهذا الوصف بهذا الإطلاق لايصح ، لأن أهل السنة يفوضون الكيف ولا يفوضون المعنى لعلمهم به.
ثانياً: أن الشيخ ــ رحمه الله ــ يذكر لفظ أهل السنة أو ما شابهه ، وما يريد به إلا الأشاعرة ، وهذا قد يكون مستساغاً ومقبولاً في بعض الأحيان من الشيخ إذا ما كان الأشاعرة في مقابلة المعتزلة أو الروافض ، أما أن يكون مطلقاً فلا يصح ، ولذلك تجد الشيخ يجمع بين السنة والكلام! أو بين أهل السنة والمتكلمين! ، جمعاً يجعلهما في سلك واحد ، ومن أمثلة ما سبق:
ــ قول الشيخ في ص32: "منذ بدأ أهل السنة يجاذبون المعتزلة أعنة البحث والنظر ، ويداولونهم ميادين الكلام والتأويل ، في أوائل القرن الرابع".
ـــ قول الشيخ في ص32: "حتى إذا استقر الكلام السني على قواعد العقيدة الأشعرية في النصف الثاني من القرن الرابع".
ـــ قول الشيخ في ص38: "فلما نشأت الطريقة السنية الكلامية وهي طريقة الأشعري".