الصفحة 24 - سورة البقرة
التفسير الميسر
( 155 ) ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف ، ومن الجوع ، وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها ، أو ذهابها ، ومن الأنفس : بالموت أو الشهادة في سبيل الله ، وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب ، بقلَّة ناتجها أو فسادها . وبشِّر - أيها النبي - الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة .
( 156 ) من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا : إنَّا عبيد مملوكون لله ، مدبَّرون بأمره وتصريفه ، يفعل بنا ما يشاء ، وإنا إليه راجعون بالموت ، ثم بالبعث للحساب والجزاء .
( 157 ) أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه ، وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد .
( 158 ) إن الصفا والمروة - وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق - من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما . فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا ، فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما ، بل يجب عليه ذلك ، ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى ، فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير ، عليم بأعمال عباده فلا يضعها ، ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة .
( 159 ) إن الذين يُخْفون ما أنزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به ، وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل ، أولئك يطردهم الله من رحمته ، ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة .
( 160 ) إلا الذين رجعوا مستغفرين الله من خطاياهم ، وأصلحوا ما أفسدوه ، وبَيَّنوا ما كتموه ، فأولئك أقبل توبتهم وأجازيهم بالمغفرة ، وأنا التواب على من تاب من عبادي ، الرحيم بهم ؛ إذ وفقتُهم للتوبة وقبلتها منهم .
( 161 ) إن الذين جحدوا الإيمان وكتموا الحق ، واستمروا على ذلك حتى ماتوا ، أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بالطرد من رحمته .
( 162 ) دائمين في اللعنة والنار ، لا يخفف عنهم العذاب ، ولا هم يمهلون بمعذرة يعتذرون بها .
( 163 ) وإلهكم - أيها الناس - إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له ، لا معبود بحق إلا هو ، الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق ، الرحيم بالمؤمنين .