التفسير الميسر
( 95 ) ولن يفعلوا ذلك أبدًا؛ لما يعرفونه من صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن كذبهم وافترائهم ، وبسبب ما ارتكبوه من الكفر والعصيان ، المؤَدِّيَيْن إلى حرمانهم من الجنة ودخول النار . والله تعالى عليم بالظالمين من عباده ، وسيجازيهم على ذلك .
( 96 ) ولتعلمَنَّ - أيها الرسول - أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة ، بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين . يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة ، ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله . والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب .
( 97 ) قل- أيها الرسول - لليهود حين قالوا : إن جبريل هو عدونا من الملائكة : من كان عدوًا لجبريل فإنه نزَّل القرآن على قلبك بإذن الله تعالى مصدِّقًا لما سبقه من كتب الله ، وهاديًا إلى الحق ، ومبشرًا للمصدِّقين به بكل خير في الدنيا والآخرة .
( 98 ) من عادى الله وملائكته ، ورسله من الملائكة أو البشر ، وبخاصة المَلَكان جبريلُ وميكالُ ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم ، وميكال وليُّهم، فأعلمهم الله أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر ، وعادى الله أيضًا ، فإن الله عدو للجاحدين ما أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
( 99 ) ولقد أنزلنا إليك - أيها الرسول - آيات بينات واضحات تدل على أنّك رسول من الله صدقا وحقا ، وما ينكر تلك الآيات إلا الخارجون عن دين الله .
( 100 ) ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود !! فكلما عاهدوا عهدًا طرح ذلك العهد فريق منهم ، ونقضوه ، فتراهم يُبْرِمون العهد اليوم وينقضونه غدًا ، بل أكثرهم لا يصدِّقون بما جاء به نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
( 101 ) ولما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الموافق لما معهم من التوراة طرح فريق منهم كتاب الله ، وجعلوه وراء ظهورهم ، شأنهم شأن الجهال الذين لا يعلمون حقيقته .