التفسير الميسر
( 114 ) لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة ، وتلاوة القرآن ، ونحو ذلك ، وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق ، أو بمنع المؤمنين منها . أولئك الظالمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا على خوف ووجل من العقوبة ، لهم بذلك صَغار وفضيحة في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب شديد .
( 115 ) ولله جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما ، فهو مالك الأرض كلها . فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة بأمر الله لكم فإنكم مبتغون وجهه ، لم تخرجوا عن ملكه وطاعته . إن الله واسع الرحمة بعباده ، عليم بأفعالهم، لا يغيب عنه منها شيء .
( 116 ) وقالت اليهود والنصارى والمشركون : اتخذ الله لنفسه ولدًا ، تنزَّه الله - سبحانه - عن هذا القول الباطل ، بل كل مَن في السموات والأرض ملكه وعبيده ، وهم جميعًا خاضعون له ، مسخَّرون تحت تدبيره .
( 117 ) والله تعالى هو خالق السموات والأرض على غير مثال سبق . وإذا قدَّر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له : "كن" فيكون .
( 118 ) وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل العناد: هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسوله، أو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك . ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة ؛ بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال ، قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا ؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى ، متَّبعين ما شرعه لهم .
( 119 ) إنا أرسلناك - أيها الرسول - بالدين الحق المؤيد بالحجج والمعجزات ، فبلِّغه للناس مع تبشير المؤمنين بخيري الدنيا والآخرة ، وتخويف المعاندين بما ينتظرهم من عذاب الله ، ولست - بعد البلاغ - مسئولا عن كفر مَن كفر بك ؛ فإنهم يدخلون النار يوم القيامة ، ولا يخرجون منها .