ولما كانت نزعة الجمع والتلخيص والمحاكمة قد شاعت بين العلماء العثمانيين الذين كادت أن تغمرهم أمواج البحوث الزاحفة عليهم من البلاد الفارسية ،فإن التطلع إلى وضع تفسير جديد يجمع بين الكشاف والبيضاوي ويريح من عناء تسليط كلام ذلك على هذا وتلخيص المهم من المباحث المعلقة عليها قد أصبح تطلعاً شائعاً في بيئة العلم العثمانية الفتية.
فكان الذي انتدب على تحقيق هذه الرغبة ، والاستجابة لذلك التطلع ، هو العلامة شيخ الإسلام أبو السعود العمادي المتوفى أواخر القرن العاشر سنة 982هـ.
كان أبو السعود عالماً كاتباً أديباً فائق العبقرية في اللغات الثلاث: العربية والفارسية والتركية ، وكانت منزلته العلمية قد علت واشتهرت ، ثم كانت مناصب الرئاسة العلمية ، في التدريس والقضاء ومشيخة الإسلام ، قد أشاعت اسمه وأعلت حرمته وقررت منزلته.