لما انتصب الشهاب الآلوسي في منتصف القرن الماضي ببغداد ، يصنف تفسيره الواسع الجامع ، كان على ملتقى تيارات فكرية متباينة المنابع مختلفة المجاري ، فالمذهب الجعفري بأصوله وطرائقه البليغة في الانقطاع ، العريقة في الانكماش ، يتعلق بأهداف التشيع المتغالي ويعكف علماؤه ، في الكاظمية والنجف وكربلاء ، متواصلين مع سائر علماء الشيعة في الأقطار الإسلامية ، على دراسات علمية عميقة تتناول تفسير القرآن العظيم بمباحث العلوم اللغوية والعقلية ، وتعرب بما يأخذ الألباب من الإعراب عن نكت ذوقية ولطائف بيانية وبديعية تتلاقى مع أصولهم ، ولا تتلاقى مع المناهج الكلامية الأخرى والحكمة العقلية والطبيعية الممتزجة بعلم الكلام السني كانت في درجة سموها التي انتهت إليها في القرنين الثامن والتاسع على يد العضد والقطب الشيرازي والسعد والسيد والعصام ثم سمت من بعد على يد علماء الدولة العثمانية مثل الخيالي وابن كمال باشا ، أو متأخري علماء الهند مثل الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي. "