قال تعالى "فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ "(31)
أي موقف هذا الذي يذهب بلب اللبيب ، و يجعل حواسه تتوقف عن العمل؟
تخيلوا معي ، جمع من النسوة جالسين في مجلس أنس و ترف ،و فجأة يسقطن في حالة انبهار و اندهاش عظيمة عظيمة ،حتى أنهن لم ينتبهن و هن ممسكات لسكين حامية و بدل أن يقطعن الطعام قطعن أيديهن ، ليست يد امرأة واحدة بل أيدي كل النساء ،حتى لم تنتبه احداهن لنفسها و لا لغيرها و صحابتها تنزف دما .
المشهد مشهد انبهار و اكبار و اندهاش و الناتج شبه غياب عن الوعي بل و فقدان للاحساس الشديد "تقطيع و ليس قطع للأيدي".
حتى نحن الأطباء عندما نقيم و نفحص مريض مصاب بالغيبوبة ,نؤلمه باحدي الطرق "لا تصل ابدا للايذاء و الجروح" و عندما نتأكد من فقدانه للاحساس بالألم ،نصنفه من درجات غياب الوعي و الغيبوبة المتقدمة .
ماذا حدث علميا؟
هذه تحتاج منا لدراسات و دراسات حتى نعلم كيف يحدث الانفصام عن الواقع و فقدان بعض الحواس في حالات الانبهار و الاندهاش الشديدين.
بعض الدراسات العلمية تفسر جزءا منها .و هي في حالة التعب أو الاجهاد أو التوتر الشديد يزيد نسبة هرمون الادرينالين في الدم و التي بدورها ترفع نسبة الاندورفين ،و هي مادة تعمل كمسكن و اشتقت منها المورفين و الهيروين و الكودايين كميائيا تصنيعيا لتشابه مادة الاندورفين الطبيعية .
هذه المادة تعمل كمسكن قوي جدا و أيضا كهرمون للسعادة .
أي حب و عشق و هيام أخذ بقلوب الفاتنات و سيدة القصر .
انه من أوتي شطر الحسن عليه السلام.
نرجع للمادة العلمية ،لابد من دراسة هذه الظاهرة العلمية التي أشار إليها الباري ،و كيف تتم و كيف يمكن الاستفادة منها في علم التخدير و امكانيه تقطيع المرضي ،عفوا اجراء عمليات جراحية بسيطة أو حتى كبيرة للمرضي بدون الحاجة للتخدير المعتاد و كلنا نعرف المشاكل الجمة و الاعراض الجانبية التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
و هنا ندعم فكرتنا بقصة التابعي المريض و الذي أفتي الأطباء بوجوب قطع رجله بعد اصابته بمثل الغرغرينا تجنبا لموته نتيجة لها .
و الذي أفتي له أهل العلم بجواز شرب الخمر حتى يتحمل ألم قطع رجله ،فرفض و طلب منهم أن يصلي حتي أذا اختلى بربه و خشع له و أنس بقربه و غاب عن العالم الخارجي ، أن يقطعوا رجله في حال السجود ،و هذا ما كان .
يجب أن نتأثر دينيا و عاطفيا بهذه الوقائع ،و أيضا دراستها علميا للاستفادة منها حياتيا و دنيويا ،فهذا الدين ما زال يبهرنا و يحمينا من شرور و آلام الدنيا و الآخرة .
ألا فلتتدبروا اخوتي الكرام دينكم و قرآن ربكم و سنة نبيكم صلي الله عليه وسلم و سنن صحابته الكرام عليهم السلام ،و تتمعنوا كلماته و أفعاله و تطرحوا أسئلة على عقولكم تحاولوا الاجابة عليها ،لماذا و كيف و هل ؟ حتي تنهلوا من معين هذا الدين الذين لا ينضب و عجائبه التي لا تنقضي .
إندورفين
الإندورفين بالإنجليزية Endorphin ، وهو هرمون يتكون من سلسلة عديد الببتيد. وهو مادة موجودة في الجهاز العصبي للبشر والحيوانات. ويشكل الإندورفين وبعض المواد الكيميائية المماثلة لها أو القريبة منها والتي تدعى "بالإنسفالين" جزءاً من مجموعة كبيرة من مركَّبات شبيهة بالمورفين وتسمى "أوبيويدات". وتساعد الأوبيويدات على تخفيف الآلام وتعطي شعوراً بالراحة والتحسن. ويعتقد العلماء أن الإندورفين والإنسفالين يتحكمان في قدرة الدماغ على الاستقبال والاستجابة والإحساس بالألم أو الإجهاد. ويمكن أن تشكل جزءاً من نظام تسكين الألم في الجسم.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%86
و هنا ننتظر من الأطباء و ذوي العلم توضيح و تفسير أكثر لهذه الظاهرة و كيفية الاستفاده منها.