اهداف ومقاصد سورة القمر
سورة القمر
هدف السورة :
إعراض الكافرين عن آيات الله الظاهرة (التفسير المباشر)
التصنيف : مكية
سبب التسمية :
لابتدائها بمعجزة انشقاق القمر (اقتربت الساعة وانشق القمر)
آياتها : 55
أسمائها :القمر
د/ محمد الخضيري
وتسمى عند العلماء سورة القمر وسورة اقتربت الساعة وهذه السورة مناسبة تمام المناسبة للسورة التي قبلها فالتي قبلها سورة النجم، والنجم والقمر من آيات الله في السماء.
- وهذه السورة وفي سورة النجم ذكر الله عز وجل مصائر الأمم المكذبة بإجماع قال سبحانه وتعالى (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى) وفي سورة القمر فصّل في مصائرهم فذكر مصير قوم نوح ومصير قوم صالح في قوله عز وجل (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) ومصير قوم هود في قوله عز وجل (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) وفي مصير قوم لوط (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ)
- وافتتحت هذه السورة بذكر آية عظيمة حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهي انشقاق القمر حيث قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم هات لنا آية، فأمره الله عز وجل أن يشير إلى القمر فأشار إليه فانشقّ نصفين حتى رأوا جبل حِراء بينهما وكانت هذه آية عجيبة جدًا ولكن المشركين قابلوها بقولهم (سحر مستمر) هذه هي أقرب بوابة أو مخرج للتكذيب بأي آية "سحرنا محمد، هذا سحر" ولأجل هذا لم يجبهم الله عز وجل إلى كثير مما طلبوا لأنهم سيقابلون الآيات بمثل هذا التكذيب.
- ومن المناسبات العجيبة بين سورة النجم وسورة القمر أن سورة النجم فيها الإشارة إلى معجزة المعراج، وسورة القمر فيها الإشارة إلى معجزة انشقاق القمر ولما ذكر الله عز وجل شأن المكذبين وعاقبتهم، كيف أن الله سبحانه وتعالى عجل لهم العقوبة في الدنيا هدّد هؤلاء، فماذا قال؟ (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) أي في الكتاب المحفوظ (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) أي مكتوب في سطر. ثم ختم الله بقوله (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) نسأل الله أن يجعلنا منهم، ويقال إن شيخ الإسلام ابن تيمية كانت هذه الآية آخر ما قرأه من القرآن الكريم ثم مات رحمة الله تعالى عليه.
- هذه الآيات التي ختمت بها سورة القمر فصّلت بشكل كبير في سورة الرحمن، فكأن كل سورة تشرح السورة التي قبلها، ذكر الله مصائر المكذبين في سورة النجم بشكل مختصر وفي سورة القمر توسع، في سورة القمر ختمت بذكر أصحاب الجنة وفي سورة الرحمن توسع في ذكر جزاء الله عز وجل للمؤمنين في الجنة وبيّن أن أهل الجنة على قسمين كما ستتبين بعد قليل.
سورة القمر (خواطر قرآنية)
هدف السورة: التعرّف على الله من خلال النقم
هذه السورة تتحدث بمعظم آياتها على نماذج لمن كذّب بآيات القرآن وتحمل السورة طابع التهديد والوعيد والإنذار مع صور شتّى من مشاهد العذاب والدمار. وقد تكرر فيها ذكر (فكيف كان عذابي ونذر) وكذلك (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر) وتحدثت عن قوم نوح (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) آية 12، وقوم عاد (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ) آية 19، وقوم ثمود (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) آية 31، وقوم لوط: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ) آية 34، وآل فرعون: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) آية 42. وكلها تتحدث عن كيفية غضب الله تعالى لنتعرف عليه من خلال النقم التي لحقت بمن كذّب بهذا القرآن. وقد ختمت السورة بآية بيّنت مآل السعداء المتقين لتحافظ على توازن اسلوب القرآن في الترغيب والترهيب (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) آية 54