"قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" (26)
كيف لنبينا صلي الله عليه وسلم أن يحكي لنا قصة نبينا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، و اتهامها له بالتحرش بها و محاولة اغتصابها، و كيف يروي لنا دليلاً عقلياً دامغاً علي براءته، لا يدع مجالاً للشك، علي الرغم من كونه أضعف جانباً و اولى بالتكذيب، من سيدة القصر الحسناء، المستولية المتملكة المتحكمة في قلب زوجها و لبه و عقله.
فليضع كل أحد منا مكان العزيز ،بل كل قضاة الأرض حينئذ، و هم يستمعون لشكوى سيدة القصر من فتى يعمل لديها، و هي تتهمه بمحاولة الاعتداء الجنسي عليها.
من منا يستطيع أن يفطن لهذا الحل و لهذا الاختبار، كيف قد قميص يوسف و من أي جهة؟ حتي تصبح قرينة دامغة صالحة مئة بالمئة للحكم في القضية، بل و يسلم الخصم العنيد في قضية أخلاقية تمسه شخصياً و عائليا و ربما قبليا لو اعترف و سلم و استسلم.
لكن القرينة كانت قوية للغاية، و التي أمامها اعترفت و استسلمت سيدة القصر لها.
كل الاحوال و الظروف و القرائن تدين يوسف الطاهر العفيف، إلا قرينة واحدة و هي شق قميصه من الخلف، فلا يوجد عاقل علي وجه البسيطة يصدق أن متحرش، مغتصب و قميصه مشقوق من الخلف بل الأولى به شقه من الأمام كنوع مقاومة من المهتوك عرضها ،الضحية.
من هذه القصة و تلك القضية يؤسس لنا القرآن أحكاماً قضائية مبنية علي وجود القرائن الدامغة و إثبات الجزاء علي الجاني و تأكيده.
و في هذا يكتب لنا الباحث الأستاذ / محمد طيب عمور.
بحثا في "الاثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة و القانون" و يستدل بقصة امرأة العزيز و أدلة أخري من القرآن و السنة علي هذا المبحث القانوني الهام.
http://www.univ-chlef.dz/ratsh/Article_Revue_Academique_N_09_2013/article_09.PDF
هل بعد هذا شك في ان القرآن "كلام ربي" يحوي العلم و التعلم و الاعجاز و يرشد إليه و يحث علي تدبره و استخراج اللآلئ و النفائس منه في كل علم و فن و هداية في الدنيا و الآخرة.
أفلا تتدبروه؟