النظام الاجتماعي للنمل بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم / دراسة مقارنة مدعمة بالفيديو
نملة تمسك بحشرة قراد صغيرة |
يرى سفر الأمثال المنسوب إلى أحكم الحكماء الذي يدعوه اليهود بـ (الملك سليمان)، أن مجتمع النمل بلا نظام اجتماعي فيه تسلسل قيادي رتبي، بل تسير كل نملة غريزياً دون توجيهات تأتيها من أي نملة أخرى.
والنص الوارد في سفر الأمثال: (6:6-8): " اذهب إلى النملة أيها الكسلان، تأمل طرقها وكن حكيماً، التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط، وتعد في الصيف طعامها، وتجمع في الحصاد أكلها".
وهذا ما لم يخالفه القمص تادرس يعقوب ملطي عند تفسيره للكتاب المقدس في كتابه: " من تفسير وتأمُّلات الآباء الأولين "، فقال: " لا تحتاج النملة إلى قائد لها يُلزمها بالعمل، لكنها تعمل بغريزة داخلية ".
ولكن القرآن الكريم خالف هذا القول المغلوط، فذكر لنا أن للنمل أساليب في الخطاب يتحدثون فيما بينهم، فيتناصحون فيما بينهم، لذا ليست كل أفعاله غريزية تلقائية تفعل المطلوب منها دون توجيه أيٍّ من زميلاتها.
قال تعالى: " قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ". [النمل: 18]، فالنصيحة هذه صدرت من نملة تتحدث مع صويحباتها، ولو كان هروب النمل من جيش سيدنا سليمان عليه السلام سيحدث غريزياً لما كان لكلامها أي داع.
والقضية ليست قضية روائح تشم بالأنف، بل أصوات تسمع بالأذن بدليل قوله تعالى: " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَولِها ". ولم يقل: من رائحتها..
وسبحان من كلامه القرآن