كان هذا الرجل الذي حرك الأحداث الفكرية والاعتقادية والسياسية والاجتماعية: هو الشيخ خالد الكردي المجددي النقشبندي ، صاحب المكانة العلمية وروائع الآثار القلمية في اللغتين العربية والفارسية ، وهو الذي انتقل فيما بعد إلى الشام ، واستقر بدمشق إلى أن توفى سنة 1242هـ ودفن بقبته المشهورة في حارة الأكراد بأعلى مدينة دمشق في سفح جبل قاسون.
وكانت الحركة التي أحدثها ظهور الشيخ خالد هذا ذات أثر في الحياة الفكرية بالعراق والشام ، نشرت ، بين القطرين ، الطريقة النقشبندية ، ووحدت بين القطرين فيها ، وظاهرت بين مواقف المشهورين من أبناء البيوتات العلمية في القطرين في تأييد الشيخ خالد ، والذب عنه ، ودفاع التهم الموجهة إليه.
فقد راجت في البلاد ، إذ ذاك ، رسالة حكم فيها بالضلال والزندقة على الشيخ خالد ، فقام أعلام من أئمة العلماء السنيين بالدفاع عنه: منهم ، مفتي دمشق الشيخ حسين المرادي ، ومنهم الفقيه الحنفي الذائع الصيت الشيخ محمد أمين بن عابدين الذي حرر رسالة حافلة سماها: " سل الصارم الهندي لنصرة مولانا خالد النقشبندي ".
أما صاحبنا الشيخ محمود الآلوسي فإن حركة الشيخ خالد النقشبندي كانت ذات تأثير قوي عليه في أثره العلمي وفي ظروف حياته.
كان الشهاب الآلوسي في طليعة من الشباب لما دخل الشيخ خالد الكردي إلى بغداد ، ولا يبعد أن يكون سرى إليه ذكره من قبل ذلك لمكان علاقة البيت الآلوسي ببلاد كردستان.