***
جمال الدين الأفغاني
إذن ظهور جمال الدين الأفغاني من القطر الذي ظهر فيه في وسط آسيا قد كان مصدق التوقع الذي كان توقعه العلامة ولي الدين ابن خلدون ، من أن "بضائع العلوم الحكمية لم تزل متوفرة في عراق العجم وما بعده ، وأنهم على ثبج من العلوم الحكمية".
فقد نشأ السيد جمال الدين الأفغاني على دراسة حكمية عميقة سامية خالط بها ابن سينا ، والغزالي ، وابن رشد ، والإمام الرازي ، وابن خلدون ، وامتزج فيها مع السهروردي والكاتبي والقطبين: الرازي ، والشيرازي ، والعضد ، والدواني ، والميبدي ، والسعد ، والسيد.
وكانت سنة تلك الدراسات الحكمية الراقية الجامعة مرنة لم تنقطع عن عموم البلاد الأعجمية: من إيران إلى الهند ، كما انقطعت من البلاد الإسلامية العربية ، حيث هجرت تلك الكتب ونبذت أساليبها ظهرياً واتخذت مباحثها ومسائلها نسياً منسياً.