هذه الرسالة هي التي حرر ترجمتها فيما بعد الشيخ محمد عبده ، بعنوان "الرد على الدهريين" وهي التي بسط فيها جمال الدين رأيه في الحكم على الفلسفة الطبيعية المعطلة ، وفساد مذاهبها وسوء نتائجها في الأخلاق والنظم الاجتماعية ، مقارناً ذلك بما للدين من أثر في تكوين الخصال النفسية الطيبة وحماية النظم الاجتماعية الصالحة.
وقارن فيها أطوار تواريخ الأمم بما أنالت من سعادة في التدين وما أصابها من شر بالتورط في المذاهب الإلحادية.
وجعل محور تلك المقارنة التاريخ الإسلامي فحمل كل ما أصاب المسلمين في أفكارهم واخلاقهم على الدعوات الباطنية والانحرافات الاعتقادية.
وانتهى إلى أن الدين هو سبب السعادة التامة ، وأن دين الإسلام قد فاق في تلك المزية بما لايساويه فيه دين ولايقاربه ، بما هذب من العقول ، وما طهر من الطبائع ، وانتهى إلى نقطة سلبية استفهامية هي منطلق العمل الإيجابي الناشئ بعد من حكمته.