{ ?????? ?????? ??? ???????????? ??? ????????? ??????? ?????????????? ??? ???????????????? } (الرعد : 11)
*****
الشيخ محمد عبده
وتفسير المنار
هذا حكيمنا الأفغاني لم يكد يلقي على العالم الإسلامي من حكمته السامية ، التي أفاضها من مقامه من الهند في بلاد الدكن بمدينة حيدر آباد ، خلاصة نظره في المقارنة بين ماضي المسلمين الزاهر ، وحاضرهم العاثر ، ما جعل مداره على النص القرآني الشريف:
{ ?????? ?????? ??? ???????????? ??? ????????? ??????? ?????????????? ??? ???????????????? } (الرعد : 11)
حتى استمسك جمال الدين بالعروة الوثقى من ذلك التنبيه القرآني البليغ ، فأقبل يبحث عن طريق يسلكه المسلمون ليتمكنوا من رد حالتهم من السئ إلى الحسن كما غيروا ما بأنفسهم من الحسن إلى السئ ، فلم ينته به الفكر إلا إلى إيجاد حركة إسلامية جامعة تعمل على إيقاظ أفكار المسلمين إلى إعادة الحكم الإسلامي والهداية الدينية ، إلى ما كانا عليه في العصر الأول: من الطهر والعدل والكمال ، مع ملاحظة العلل التي أدت بهم إلى ما هم فيه ، وبيان الواجبات التي كان التفريط فيها موجباً للسقوط والضعف ، وتوضيح الطرق التي يجب سلوكها لتدارك ما فات ، والاحتراس من غوائل ما هو آت.