وإذا أثر ذلك: أن الذين فزعوا من نومهم مذعورين ، وهم أبناء الشرق الإسلامي ، لما نظروا إلى هذا العالم الإنساني الذي فاز بسعادته الدنيوية أيقنوا أن ما كان يقض مضاجعهم من آلام لم يكن ناشئاً إلا من الصولة التي صال عليهم بها قرنهم الغربي ، فأقبلوا يعدون أنفسهم لأن يفوزوا بما فاز به ، ويتلمسون قواقع الأدواء منهم وانتهى بذلك دور الانتفاضات التي ختم بها القرن الثالث عشر ، ومثل تفسير الآلوسي منها شيئاً ضئيلاً ، على نحو ما يمثل أثر فكري انتفاضات لا يحكمها العزم ، ولا يمليها الوعي ، وأقبلوا على حركات تمليها العزائم الواعية ، وتتقدم الجهود الفكرية لتسييرها في فروع الحياة الإسلامية عامة منطلقة بسيرها ذلك من أصل الحياة وقوامها وهو التفكير الديني المؤسس على القرآن وتفسيره.
***
الإصلاح الديني