التفسير الميسر
( 107 ) أما علمتَ - أيها النبي - أنت وأمتك أن الله تعالى هو المالك المتصرف في السموات والأرض ؟ يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ويأمر عباده وينهاهم كيفما شاء ، وعليهم الطاعة والقَبول . وليعلم من عصى أن ليس لأحد من دون الله من وليٍّ يتولاهم ، ولا نصير يمنعهم من عذاب الله .
( 108 ) بل أتريدون - أيها الناس - أن تطلبوا من رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم أشياء بقصد العناد والمكابرة ، كما طُلِبَ مثل ذلك من موسى . علموا أن من يختر الكفر ويترك الإيمان فقد خرج عن صراط الله المستقيم إلى الجهل والضَّلال .
( 109 ) تمنى كثير من أهل الكتاب أن يرجعوكم بعد إيمانكم كفارًا كما كنتم من قبلُ تعبدون الأصنام ؛ بسبب الحقد الذي امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبيَّن لهم صدق نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، فتجاوزوا عمَّا كان منهم من إساءة وخطأ ، واصفحوا عن جهلهم ، حتى يأتي الله بحكمه فيهم بقتالهم (وقد جاء ووقع) ، وسيعاقبهم لسوء أفعالهم . إن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء .
( 110 ) واشتغلوا - أيها المؤمنون - بأداء الصلاة على وجهها الصحيح ، وإعطاء الزكاة المفروضة . واعلموا أنَّ كل خير تقدمونه لأنفسكم تجدون ثوابه عند الله في الآخرة . إنه تعالى بصير بكل أعمالكم ، وسيجازيكم عليها .
( 111 ) ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته لا يدخلها غيرهم ، تلك أوهامهم الفاسدة . قل لهم - أيها الرسول - : أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم .
( 112 ) ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفة دون غيرها ، وإنما يدخل الجنَّة مَن أخلص لله وحده لا شريك له ، وهو متبع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأعماله . فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة ، وهو دخول الجنة ، وهم لا يخافون فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا .